للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الكسائي: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} أراد قوسًا واحدًا، كقول الشاعر:

ومهمهين قَذَفَيْن مرَّتينِ ... قَطَعْتُهُ بالسَّمْتِ (١) لا بالسمْتَينِ (٢)

أراد مهمهًا واحدًا.

وقال بعض أهل المعاني: معنى قوله: {فتدلى} فتدلل من الدلال، كقولهم: تظنى من تظنَّن، وتقضى البازي من تقضض، وأملي وأمل بمعنى واحد (٣)، قال النابغة:

قوافي كالسَّلام إذا استمرت ... فليس يَرُدُّ مَذْهَبَهَا التَّظنِّي (٤) (٥)

١٠ - {فَأَوْحَى} يعني: فأوحى الله تعالى.

{إِلَى عَبْدِهِ} محمد - صلى الله عليه وسلم - على لسان جبريل عليه السلام.

{مَا أَوْحَى} قال الحسن، والربيع، وابن زيد، معناه: فأوحى


(١) في (ح): "بالأم".
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٩١، "اللسان" (سمت) ٢/ ٤٦.
المهمة: المفازة والبرية القفر، وفلاة قَذَف وقُذُف: أي بعيدة تقاذف بمن يسلكها، والسمت: الطريق أي: قطعته على طريق واحد، لا على طريقين.
(٣) نسبه القرطبي للقشيري.
ينظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٨٩.
(٤) "ديوان النابغة" (٢٥١)
السلاَّم: الحجارة، مذهبها: مسلكها، التظني: من الظن.
(٥) البيت ساقط من (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>