للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويكشف الغبار عنها حبًا لها. هي رواية ابن أبي طلحة (١)، عن ابن عباس (٢).

٣٤ - {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (٣٤)}

هذِه قصة محنة نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام وسبب زوال ملكه مدة.

واختلفوا في سبب ذلك: فروى محمد بن إسحاق عن بعض العلماء قال: قال: وهب بن منبه: سمع سليمان عليه السلام بمدينة في جزيرة من جزائر البحر يقال لها: "صيدون" (٣) لها مَلِك عظيم الشأن لم يكن للناس إليه سبيل لمكانه في البحر، وكان الله قد أتى سليمان عليه السلام سلطانًا لا يمتنع عليه شيء في بر ولا بحر، إنما يركب إليه


(١) في (أ)، (ب): صالح، والتصويب من (م)، وانظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ١٣١ وابن أبي طلحة هو علي بن أبي طلحة أرسل عن ابن عباس ولم يره، صدوق قد يخطئ.
قال ابن الجوزي: ولا أعلم قوله (حُبّا لها) يثبت عن ابن عباس. انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ١٣١ - ١٣٢، "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ١٥٦ وقد اختاره وعلل ذلك بقوله: لأنه لم يكن ليعذب حيوانًا بالعرقبة ويهلك مالًا من ماله بلا سبب سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنظر إليها ولا ذنب لها اهـ.
(٢) قال ابن كثير معقبًا في "تفسير القرآن العظيم" ١٢/ ٨٩ على كلام ابن جرير (وهذا الذي رجح به ابن جرير فيه نظر، لأنه قد يكون في شرعهم جواز مثل هذا ولا سيما إذا كان غضبًا لله تعالى بسبب أنه أشتغل بها حتى خرج وقت الصلاة، ولهذا لما خرج عنها لله تعالى عوضه الله تعالى ما هو خير منها وهو الريح.
(٣) هذِه الجزيرة لم أجد لها ذكرًا في المعاجم، غير ذكر الطبري لها في "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٤٩٦، وكذلك الماوردي في "أعلام النبوة" (ص ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>