للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كفرهم (١) {أُولَئِكَ لَهُمْ الْضَّالُّونَ}.

٩١ - قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ}.

أي: حشوها، وقدر ما يملأ الأرض من مشرقها إلى غربها (٢) {ذَهَبًا}: نصب على التفسير (٣)، في قول الفراء (٤).

وقال المفضل: ومعنى التفسير: أن يكون الكلام تامًّا وهو مبهم، كقولك: عندي عشرون. فالعدد معلوم، والمعدود مبهم، فإذا قلت: عشرون درهمًا، فسَّرت العدد، وكذلك إذا قلت: هو أحسن الناس، فقد أخبرت عن حسنه، ولم تبيِّن في أي شيء هو؟ فإذا قلت: وجهًا، أو: فعلا، فقد بيَّنته، ونصبته على التفسير، وإنما نصبته؛ لأنه ليس له ما يخفضه، ولا ما يرفعه، فلمّا خلا من هذين نصب؛ لأن النصب أخف الحركات، فجعل لكل ما لا عامل له (٥).


(١) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٣٤٣، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٧٠٢ عن أبي العالية نحوه. وقد رجّح الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٣٤٥ هذا القول؛ لأن الله لا يقبل من مشرك عملا ما أقام على شركه وضلاله، فأما إن تاب من شركه وكفره وأصلح، فإن الله، كما وصف به نفسه: {غَفُورٌ رَحِيْمٌ}. انتهى، بتصرف.
(٢) انظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ٣٠٦، "التبيان" للطوسيّ ٢/ ٥٢٨.
(٣) التفسير: هو التمييز.
انظر: "أوضح المسالك" لابن هشام ١/ ٣٦٠.
(٤) انظر قوله في: "معاني القرآن" ١/ ٢٢٦.
(٥) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٣١ نحوه، "الوجيز" للواحديّ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>