للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأنفسهم ويعجزوننا {أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ}.

٣٩ - {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ} (١).

{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ} قال سعيد بن جبير: ما (٢) كان من (٣) غير إسراف ولا تقتير (٤) {فَهُوَ يُخْلِفُهُ} وقال الكلبي: ما تصدقتم من صدقة وأنفقتم في الخير والبر من نفقة فهو يخلفه، إما أن يعجله في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة.

[٢٣٢٧] أخبرني الحسين بن محمَّد بن الحسين (٥)، أخبرني أَحْمد


(١) قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ} أي: بحسب ما له في ذلك من الحكمة يبسط على هذا من المال كثيرًا، ويضيق على هذا ويقتر على رزقه جدًا. وله في ذلك من الحكمة ما لا يدركها غيره، كما قال تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} أي: كما هم متفاوتون في الدنيا هذا فقير وهذا غني موسع عليه، فكذلك هم في الآخرة هذا في الغرفات في أعلى الدرجات، وهذا في الغمرات في أسفل الدركات، وأطيب النَّاس في الدنيا كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا وقنعه الله بما آتاه" رواه مسلم من حديث ابن عمرو - رضي الله عنهما -.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٢٩٢.
(٢) سقطت من (م).
(٣) في (م): في.
(٤) رواه البُخَارِيّ في "الأدب المفرد"، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (ص ١٥٣) (٤٤٣) صححه الألباني. ورواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٠٢، عن سعيد ابن جبير. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٥/ ٣٣١.
والتقتير هو: التضييق، قتر على عياله، أي: ضيق عليهم في النفقة. انظر: "مختار الصحاح" للرازي (ص ٢١٨) (قتر).
(٥) ابن فنجويه، ثِقَة صدوق كثير رواية المناكير.

<<  <  ج: ص:  >  >>