٢ - أنه ذكر هنا عذابهم بيوم الظلة وذكر في أهل مدين الرجفة والصيحة. ٣ - الحديث المرفوع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. والصحيح أنهم أمة واحدة وصفوا في كل مقام بشيء، ولهذا وعظ هؤلاء وأمرهم بوفاء المكيال والميزان كما في قصة مدين سواء بسواء فدل ذلك على أنهما أمة واحدة. "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٠/ ٣٦٧. وأما من قال إن أصحاب الأيكة أمة أخرى غير أهل مدين فقول ضعيف والجواب عن أدلتهم: ١ - أنه لم يقل أخوهم شعيب هنا بسبب المعنى الذي نسبوا إليه وهو عبادة الأيكة فلا تناسب ذكر الأخوة بعد هذا وإن كان في النسب لا في الدين. ٢ - أن تنوع العذاب لا يلزم منه تنوع المعذبين وإلا للزم أن يكونوا ثلاث أمم لأنه ذكر في قوم شعيب الصيحة والرجفة والظلة، فالصحيح أنهم أمة واحدة اجتمعت عليهم هذِه الأصناف من العذاب وذكر في كل موضع ما يناسب السياق. ٣ - أما الحديث المرفوع فهو لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي إسناده ربيعة بن سيف الحميري صدوق له مناكير "تقريب التهذيب" لابن حجر (١٩١٦) وفيه معاوية بن هشام القصار صدوق له أوهام "تقريب التهذيب" لابن حجر (٦٨١٩) وعدوا هذِه الرواية من أوهامه كما في "العلل" لابن أبي حاتم ٢/ ٩٧، "ميزان الاعتدال" للذهبي ٤/ ١٣٨. وقال ابن كثير بعد إيراده لهذا الحديث: وهذا غريب وفي رفعه نظر والأشبه أن يكون موقوفًا. (١) قاله مقاتل في "تفسيره" ٣/ ٢٧٨ وهذا يؤيد أنهما أمتان.