للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورأيت رسول الله أشرق وجهه لذلك، وسره، قال ابن مسعود: لأن أكون صاحب هذا المشهد أحب إلى مما عدل به (١).

فلما فعلت بنو إسرائيل ما فعلت من معصيتهم نبيهم، ومخالفتهم أمر ربهم وهمهم بيوشع وكالب، غضب موسى عليه السلام ودعا عليهم.

٢٥ - قوله- عز وجل فـ {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ}

أي: فافصل واقض، قرأ عبيد بن عمير (فافرِق) بخفض الراء (٢)، {بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} العاصين، وكانت عجلة عجلها موسى (٣)، فظهر الغمام على باب (٤) قبة الزمر، وأوحى الله إلى موسى عليه السلام: إلى متى يعصيني هذا الشعب؟ وإلى متى لا يصدقون بالآيات؟ لأهلكنهم جميعًا؛ ولأجعلن لك شعبًا أشد وأكثر منهم.


(١) هذا النص ملفق بين روايتين: أما الأولى فهي لقتادة، أخرجها عنه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٨٠، والثانية لابن مسعود، أخرجها عنه البخاري في كتاب المغازي، باب قول الله تعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} (٣٩٥٢)، وأحمد في "مسنده" ١/ ٣٨٩ (٣٦٩٨)، وابن أبي عاصم في "الجهاد" ٢/ ٥٥٦ من طريق طارق بن شهاب، عن ابن مسعود به.
والمشهور أن هذِه المحاورة حصلت قبل معركة بدر "الكبرى" ويحتمل أنه كرر المقالة عند صلح الحديبية، كما قال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٥/ ١٥٥. وهي قراءة شاذة.
(٢) انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٣٨).
(٣) هذا من كلام السدي، كما أخرجه عنه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٨١.
(٤) سقط من (ت)، وباب قبة الزمر مصطلح إسرائيلي، المقصود منه خيمة الاجتماع، كما ورد مصرحًا به في سفر العدد، الإصحاح العاشر (ص ١٩٠)، من كتابهم المقدس.

<<  <  ج: ص:  >  >>