للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٩ - قوله عز وجل: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ}

بيان طريق الحق لكم، والقصد: الطرِيق المستقيم وقيل وعلى الله القصد (١) بكم إلى الدين {وَمِنْهَا جَائِر} يعني من السبيل جائر عن الاستقامة معوج، وإنما أنث الكفاية؛ لأن لفظ السبيل واحد ومعناه الجمع، السبيل مؤنثه (٢) في لغة الحجار، فالقصد من السبيل هي الحنيفية دين الإسلام، والجائر منها اليهودية والنصرانية وغير ذلك من ملل الكفر، وقال جابر بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -: قصد السبيل هو السنة، ومنها جائر: يعني بيان الشرائع والفرائض (٣) وقال عبد الله بن المبارك وسهل بن عبد الله: قصد السبيل: هو السنة، ومنها جائر: يعني الأهواء والبدع (٤)، بيانه قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} الآية (٥) وفي مصحف ابن مسعود رضي الله عنه: (ومنكم جائر {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} نظيرها قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ


= جبريل كل يوم فيغمس فيه ثم لا يعودون إليه، ثم قال الحافظ: وإسناده ضعيف، وأكثر الروايات أنه -البيت المعمور- في السماء السابعة "فتح الباري" ٦/ ٣٠٩.
(١) في (أ): المقصد.
(٢) وقد ورد في قوله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: ١٠٨].
(٣) هكذا نقل هذا القول تعليقًا البغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ١١، ولم أجد من أسنده.
(٤) ذكره الشاطبي في "الاعتصام" ١/ ٣٨.
(٥) من (ز)، (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>