للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والظفر {وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ} دين الله (١) {وَهُمْ كَارِهُونَ}.

٤٩ - قوله - عز وجل-: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي}

نزلت في جد بن قيس المنافق، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما تجهز لغزوة تبوك، قال له: "يا أبا وهب؛ هل لك في جهاد (٢) بني الأصفر، تتخذ منهم سَرارِيَّ ووُصفاء (٣) يعني: الروم، وإنما سموا بذلك؛ لأن الحبش غلبت على ناحية الروم، فولدت لهم بناتٍ قد أخذن من بياض الروم وسواد الحبشة، فيكنّ صُفرًا لُعسًا (٤) من أحسن النساء (٥)، فلما قال ذلك له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال جدّ: يا رسول الله؛ لقد عرف قومي أني رجل مُغْرَم بالنساء، وإني أخشى إن رأيت بنات الأصفر أن لا أصبر عنهنّ، فلا تَفْتِنِّي بِهِنّ وائذنْ لي في القعود وأعينك بمالي.


(١) "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٥٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ١٥٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٥٢.
(٢) في الأصل: بلاد، ولعلها تحرفت عن (جِلاد) كما في بقية المصادر، والمثبت من (ت).
(٣) وُصفاء: جمع (وصيف) و (وصيفة) وهو الخادم الغلام الشاب، ومثله الخادمة. "القاموس المحيط" ٣/ ٢٩٥.
(٤) لُعسًا: جمع لعساء، وهي التي في لونها سواد، وتكون مشربة بحمرة. "القاموس المحيط" للفيروزآبادي ٢/ ٣٦٣.
(٥) ذكر سبب التسمية هذِه الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤٤٠.
وقال ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٤٢: وذكر النفاش والمَهدوي أن الأصفر رجل من الحبشة، وقع ببلاد الروم، فتزوج وأنسل بنات لهن جمال، وهذا ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>