للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحملها الآخرون على الأصنام (١)، وهو وجه الكلام، والمعني: لا يمشي إلا أن يُحمل، ولا ينتقل عن مكانه إلا أن يُنقل (٢)، كقول الشاعر (٣):

لِلفَتَي عَقلٌ يَعيشُ بهِ ... حَيثُ تَهدي سَاقَه قَدَمُه

يريد: حيث تحمل. {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} تقضون لأنفسكم.

٣٦ - {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا}

منهم أنها آلهة وأنها تشفع لهم في الآخرة، وأراد بالأكثر الكلّ {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}.

٣٧ - قوله تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ}

قال الفراء: معناه وما ينبغي لهذا القرآن أن يفترى؛ كقوله تعالى:


(١) قاله مجاهد كما في "تفسيره" ١/ ٢٩٤، واختاره الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١١٥، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٣١.
(٢) ذكر هذا المعنى الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤٦٤، وعنه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٣١ والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٤١.
وقال الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١١٦: فتأويل الكلام إذًا: أفمن يهدي إلى الحق أحقّ أن يتبع، أم من لا يهتدي إلى شيء إلا أن يُهدى؟ .
(٣) البيت لطرفة بن العبد في "ديوانه" (ص ٨٦)، "خزانة الأدب" للبغدادي ٧/ ١٩، "الدرر اللوامع" ٣/ ١٢٥، "سمط اللآلئ" (ص ٣١٩)، "لسان العرب" لابن منظور (سوق)، وبلا نسبة في "شرح المفصل" لابن يعيش ٤/ ٩٢، "همع الهوامع" للسيوطي ١/ ٢١٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>