للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن جريج الأمر من قِبل الله (١). وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضًا أنه قال: طائرهم ما قضي عليهم وقدر لهم (٢).

وقرأ الحسن: {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} بغير ألف (٣)، وهما بمعنى واحد، يقال. أي: طير جرى لك اليوم؟ قال الشاعر (٤):

وكذاك الطير يجري ... بسعود ونحوس (٥)

ومن العرب من يقول: الطير جمع طائر، مثل: تاجر وتَجْر، وراكب ورَكْب (٦) {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} أن الذي أصابهم من الله.

١٣٢ - {وَقَالُوا} يعني القبط لموسى -عليه السلام- {مَهْمَا تَأْتِنَا بِه}

أي: كلما، و (مهما) (٧) شرط وجزاء. وكان في الأصل (ما)، (ما) الأولى: للجزاء، والثانية: للتأكيد، فحولت الألف الأولى (هاء) لتخفيف اللفظ، لأنها لو تركت كذلك لأشبهت الجحد (٨).


(١) المرجع السابق عنه عن ابن عباس -رضي الله عنه-.
(٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٦٨ عنه.
(٣) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٢/ ٤٤٣ وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ٢٦٦ كلاهما عن الحسن. وهي قراءة شاذة.
انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خَالَويْه (ص ٥٠).
(٤) ذكر القاضي التنوخي قصة لهذا البيت وعزاه إلى النعمان بن المنذر.
(٥) انظر: "الفرج بعد الشدة" للتنوخي ٤/ ٤١٣.
(٦) ذكره ابن عادل الدمشقي في "اللباب" ٥/ ٢٤٥ وعزاه للأخفش.
(٧) في الأصل: ومتى. ولا تصح، وما أثبته من (ت).
(٨) ذكره النحاس في "إعراب القرآن" ٢/ ١٤٦ وعزاه للخليل الفراهيدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>