(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٩ عن قتادة. (٢) قال الطبري: واذكرن نعمة الله عليكن بأن جعلكن في بيوت تتلى فيها آيات الله والحكمة، فاشكرن الله تعالى على ذلك واحمدنه، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} أي: ذا لطف بكن إذ جعلكن في البيوت التي تتلى فيها آيات الله والحكمة، (خيبرًا) بكن إذ اختاركن لرسوله، قال قتادة: يمتن عليهن. "جامع البيان" ٢٢/ ٨. فائدة: قال ابن العربي في "أحكام القرآن" ٣/ ٥٧٢: أمر الله أزواج رسوله بأن يخبرن بما أنزل الله من القرآن في بيوتهن، وما يرين من أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم - أقواله فيهن، حتَّى يبلغ ذلك إلى الناس، فيعملوا بما فيه، ويقتدوا به. وهذا يدل على جواز قبول خبر الواحد من الرجال والنساء في الدين. (٣) فائدة: بدأ الله تعالى في هذِه الآية بذكر الإسلام الَّذي يعم الإيمان وعمل الجوارح، ثم ذكر الإيمان تخصيصًا له، وتنبيهًا على أنَّه أعظم الإسلام ودعامته، وهذا دليل على أن الإيمان غير الإسلام، وهو أخص منه لقوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} وفي الصحيحين: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" فيسلبه الإيمان ولا يلزم من ذلك كفره بإجماع المسلمين، فدل على أنَّه أخص منه. ثم إنه سبحانه وتعالى بدأ بالمسلمين، ثم عطف عليهم المسلمات تشريفًا لهن بالذكر، وهكذا فيما بعد، وإن كن =