للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذلك أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قلن: يا رسول الله، ذكر الله عز وجل الرجال في القرآن، ولم يذكر النساء بخير، فما فينا خير نذكر به؟ ، إنا نخاف أن لا تقبل منا طاعة، فأنزل الله تعالى هذِه الآية (١).

وقال مقاتل: قالت أم سلمة بنت أمية، وأنيسة بنت كعب الأنصاري للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما بال ربنا يذكر الرجال ولم يذكر النساء في شيء من كتابه، نخشى أن لا يكون فيهن خير، ولا لله فيهن حاجة. فنزلت هذِه الآية (٢).

وروى عثمان بن حكيم، عن عبد الرحمن بن شيبة قال: سمعت أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: قلت للنبي م - صلى الله عليه وسلم -: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني (٣) ذات يوم ظهرًا إلا نداؤه على


= داخلات في لفظ المسلمين والمؤمنين ونحو ذلك، والتذكير إنما هو لتغليب الذكور على الإناث، كما ورد في جميع آيات الكتاب العزيز. انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ١٦٣.
(١) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ٩١ (١١٢٧٣) بلفظ قريب منه، عن ابن عباس. وقال أيضًا: رواه الطبراني، وفيه: قابوس، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
وانظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ١٠.
(٢) رواه الترمذي في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب (٣٢١١)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه. قال الألباني: صحيح الإسناد.
(٣) أي: لم أشعُر، كأنه فاجأها بغتة من غير موعد ولا معرفة، فراعها ذلك وأفزعها. والروع: الفزع، والروع (بالضم) القلب والعقل، يقال: وقع في روعي، أي: في خلدي وبالي، وراعه، أي: أفزعه ففزع، وراعه الشيء: أعجبه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>