(١) ص: ٨٢. (٢) الأعراف: ١٧. (٣) لطيفة: فإن قيل: كيف علم إبليس صدق ظنه وهو لا يعلم الغيب؟ قيل: لما نفذ له في آدَمَ ما نفذ غلب على ظنه أنَّه ينفذ له مثل ذلك في ذريته، وقد وقع له تحقيق ما ظن. وجواب آخر وهو ما أجيب من قوله تعالى {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} [الإسراء: ٦٤] فأعطي القوة والاستطاعة، فظن أنَّه يملكهم كلهم بذلك، فلما رأى أنَّه تاب على آدَمَ وأنه سيكون له نسل يتبعونه إِلَى الجنة وقال: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (٤٢)} [الحجر: ٤٢] علم أن له تبعا ولآدم تبعًا؛ فظن أن تبعه أكثر من تبع آدَمَ، لما وضع في يديه من سلطان الشهوات، ووضعت الشهوات في أجواف الآدميين، فخرج على ما ظن حيث نفخ فيهم وزين في أعينهم تلك الشهوات، ومدهم إليها بالأماني والخدائع، فصدق عليهم الذي ظنه، والله أعلم. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٩٣. ومثله ما رواه الطبري ٢٢/ ٨٧ - ٨٨، عن قتادة، قوله: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} قال الله: ما كان إلَّا ظنا ظنه، والله لا يصدّق كاذبا، ولا يكذّب صادقًا. =