للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ} (١)، {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} (٢).

وفرح مؤمنو أهل الكتاب بذكر الرحمن، فأنزل الله تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} من ذكر الرحمن.

{وَمِنَ الْأَحْزَابِ} يعني: مشركي قريش {مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ} قال الله تعالى: {قُلْ} يا محمد {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ} مرجعي.

٣٧ - قوله تعالى {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا}

يقول: وكما أنزلنا إليك الكتاب يا محمد فأنكره الأحزاب، كذلك أيضًا أنزلنا الحكم والدين {عَرَبِيًّا} وإنما وصفه بذلك لأنه أُنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -وهو عربي- فنسب الدين إليه إذ كان منزلًا عليه فَكذَّب الأحزاب بهذا الحكم أيضًا (٣).

وقال قوم: نظم الآية: وكما أنزلنا الكتب على الرسل بلغاتهم كذلك أنزلنا عليك القرآن {حُكْمًا عَرَبِيًّا} (٤).

ثم توعده على اتباع هوى الأحزاب إن فعله فقال: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ


(١) الأنبياء: ٣٦.
(٢) الرعد: ٣٠.
(٣) قاله الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٧٥، ونحوه قاله أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٣٣٤.
وانظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٣٣٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٣٨٧.
(٤) انظر: "البسيط" للواحدي (١٨٦ أ)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>