للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} أي: منيعًا بالنقمة من اليهود، فسلط عليهم ططيوس بن أسفيانوس الرومي فقتل منهم مقتلة عظيمة، {حَكيْمًا} بما حكم عليهم باللعنة والغضب.

١٥٩ - {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}

يعني: وما من أهل الكتاب أحد إلَّا ليؤمنن به، أو ما من أهل الكتاب إلَّا من ليؤمنن به.

واختلفوا في هاتين الكنايتين.

فقال الحسن، وقتادة، والربيع بن أنس، وأبو مالك، وابن زيد (١): هما راجعتان إلى عيسى -عليه السلام-، المعنى: وإن من أهل الكتاب إلَّا ليؤمنن بعيسى؛ قبل موت عيسى، وذلك عند (٢) نزوله من السماء في آخر الزمان، فلا يبقى أحد من أهل الكتاب إلَّا آمن به، حتَّى تكون الملة واحدة، ملة الإسلام، وهو رواية سعيد بن جبير، وعطية عن ابن عباس (٣)، يدل عليه:


= التخريج:
أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٧، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١١١١.
(١) انظر: الأقوال في: "جامع البيان"، للطبري ٦/ ١٨ - ١٩، وهو الَّذي اختاره ورجحه، كما في ٦/ ٢١، والمراد بالكنايتين هاء الضمير في قوله: به، وقوله: موته.
(٢) في (ت): حين.
(٣) رواية سعيد بن جبير، عن ابن عباس أخرجها الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٨ وكذلك رواية عطية العوفي عنه أخرجها الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>