للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧٨ - قول -عز وجل-: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}

قال إبراهيم النخعي ومقاتل بن حيان والضحاك والسدي ويمان وابن زيد: دلوكها: غروبها، قال الشاعر:

هذا مقام قدمي رباح ... غدوة حتى دلكت براح

أي: غربت الشمس، وبراح اسم الشمس، مثل قطامِ، وحذامِ، ورقاشِ، ويروى: بِراح، بكسر الباء، يعني: أن الناظر يضع كفه على حاجبه من شعاعها لينظر ما بقي من غيابها (١)، ويقال: دلك (٢) النجم إذا غاب، قال ذو الرمة:

مصابيح ليست باللواتي يقودها ... نجوم ولا بالآفلات الدوالك

ودليل هذا التأويل حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه كان إذا غاب (٣) حاجب الشمس صلى المغرب وأفطر إن كان صائمًا،


(١) في (أ): غبارها، وفي "جامع البيان" للطبري ١٥/ ١٣٦: غيارها.
وقال الفراء: ورأيت العرب تذهب بالدلوك إلى غياب الشمس، أنشدني بعضهم:
هذا مقام قدمي رباح ... ذبّب حتى دلكت براح
يعني: الساقي ذبّب: طرد الناس براح، يقول: حتى قال بالراحة على العين فينظر هل غابت. "معاني القرآن" ٢/ ١٢٩.
(٢) في (أ): ذلك، بالذال المعجمة.
(٣) في (أ): غرب، وفي "جامع البيان" للطبري ١٥/ ١٣٤: كان إذا غربت الشمس صلى المغرب، ويفطر عندها إن كان صائمًا، ويقسم عليها يمينًا ما يقسمه على شيء من الصلوات بالله الذي لا إله إلا هو، إن هذِه الساعة لميقات هذِه الصلاة، ويقرأ فيها تفسيرًا من كتاب الله {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>