للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقرِّب للفخار مجَاشعيا ... إذا ما جاش وانتفخ الوَريدُ

وقال الحسن: الوريد: الوتين، وهو عرق معلق بالقلب (١).

١٧ - قوله -عز وجل- {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ}

أي: يتلقن ويأخذ الملكان الموكلان عليك: يتلقيان عملك ويثبتانه (٢) (٣) وكَّل الله تعالى بالإنسان مع علمه بأحواله ملكين بالليل وملكين بالنهار يحفظان عمله ويكتبان أثره إلزامًا للحجة، أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات، والآخر عن شماله يكتب السيئات، فذلك قوله: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} وإنما قال: قعيد ولم يقل: قعيدان. قال البصريون: لأنه أراد عن اليمين قعيد، وعن الشمال قعيد، فاكتفى بأحدهما عن الآخر كقول الشاعر (٤):

نحن (٥) بما عندنا وأنت بما ... عندك راضٍ والرأي (٦) مختلف (٧)


(١) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٣٤٦، "فتح القدير" للشوكاني ٥/ ٧٥.
(٢) الجملة ساقطة من (ح).
(٣) أورده الماوردي في "النكت والعيون" ٥/ ٣٤٧ عن الحسن ومجاهد وقتادة، والبغوي في "معالم التنزيل" ٧/ ٣٥٨.
(٤) وهُو عمرو بن امرئ القيس الأنصاري.
(٥) في (ت): أنت ونحن، والتصويب من (ح) والديوان.
(٦) في (ت): الأمر.
(٧) البيت من قصيدة لعمرو بن امرئ القيس يخاطب بها مالك بن العجلان.

<<  <  ج: ص:  >  >>