للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٢ - قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}

أي: يبطلوا دين الله بألسنتهم بتكذيبهم إياه (١) وإعراضهم عنه (٢).

وقال الكلبي: أي يردون القرآن بألسنتهم تكذيبًا له (٣).

وقال ابن عباس - رضي الله عنه -: يريد اليهود والنصارى أن يلزموا (٤) توحيد الرحمن المخلوقين الذين لا يليق بهم الربوبية.

وقال الضحاك: يريدون أن يَهلِك مُحَمَّدٌ وأصحابه ولا يعبد الله بالإِسلام (٥).

{وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ}؛ أن يعلن (٦) دينه ويظهر كلمته ويتم الحق الذي بعث به رسوله (٧) {وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} وإنما دخلت إلَّا


(١) فِي الأصل: إياهم، والمثبت من (ت).
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١١٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٩.
قال الوزير المغربي فِي "المصابيح" (ل ١٣٨/ ب): ولما وقعت الكناية عن حجج الله بالنور سميت معارضتهم له بالإطفاء، فأضيف ذلك إِلَى الأفواه دون الألسنة؛ لأن الإطفاء بالأفواه وهو النفخ، وهذا من عجيب البيان مع ما فيه من تصغير شأنهم وتضعيف كيدهم؛ لأن النفخ إنما يؤثر فِي الأنوار الضعيفة دون الأقباس العظيمة وبالله التوفيق.
(٣) "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٩، وعزا ابن الجوزي فِي "زاد المسير" ٣/ ٤٢٦ تفسير النور بالقرآن والإِسلام إِلَى الحسن وقتادة.
(٤) فِي الأصل: (إن لم) وهو خطأ، والتصويب من (ت).
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم فِي "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٧٨٥ من طريق جويبر، عن الضحاك .. به.
(٦) فِي (ت) و"معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٩: أي يعلي.
(٧) انظر "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١١٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>