للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا أبا قتيلة! ما يقول محمد؟ قال (١): والذي جعلها بيته -يعني: الكعبة- ما أدري ما يقول، إلاَّ أنه (٢) يحرك لسانه، ويقول أساطير الأولين، مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية.

وكان النضر كثير الحديث عن القرون وأخبارها، فقال أبو سفيان: إني لأرى بعض ما يقول حقًّا، وقال أبو جهل: كلاَّ، فأنزل الله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} (٣): وإلى كلامك {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً}: غشاوة وغطاءً {أَنْ يَفْقَهُوهُ}: يَعْلَمُوه {وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}: ثقل وصمم (٤) {وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا}: ما هذا {إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} يعني: أحاديثهم، جمع: أسطورة، وإسطارة.

وقال أهل اللغة: هي التُّرَّهات والأباطيل، وأصلها من: سطرت -أي: كتبت (٥).

٢٦ - قوله (٦): {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}:

قال مقاتل: نزلت في أبي طالب، واسمه: عبد مناف، وذلك؛ أن


(١) من (ت).
(٢) في (ت): إني أراه.
(٣) "أسباب النزول" للواحدي (٢١٧)، وانظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٣/ ١٣٦.
وهو من طريق الكلبي، فلا يصح.
(٤) في (ت): ثقلاً وصمماً.
(٥) "لسان العرب" ٤/ ٣٦٣ (سطر)، "القاموس المحيط" (ص ٥١٨) (سطر).
(٦) ليست في (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>