للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٩١ - قوله -عز وجل-: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}

تشديدها (١) فتحنثوا فيها والتوكيد لغة أهل الحجاز، وأما أهل نجد فإنهم (٢) يقولون أكدت تأكيدًا {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا} بالوفاء {إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.

واختلفوا فيمن نزلت هذِه الآية -وإن كان حكمها عامًا- فقال بعضهم: نزلت في الذين بايعوا (٣) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرهم الله تعالى بالوفاء بها (٤) وقال مجاهد وقتادة: نزلت في حلف أهل الجاهلية (٥).


= - صلى الله عليه وسلم - ... "معالم التنزيل" ٥/ ٣٩، وكذلك في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٠/ ١٦٥، "تفسير المراغي" ١٤/ ١٣٠، لم يذكروا في إسناده ابن عباس رضي الله عنهما.
(١) في (م): تسديدها.
(٢) سقط من (أ).
(٣) في (أ): تابعوا.
(٤) أخرج الطبري في تفسير الآية عن بريدة - رضي الله عنه - قال: أنزلت هذِه الآية في بيعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان من أسلم بايع على الإسلام، فقالوا: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} هذِه البيعة التي بايعتم على الإسلام {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} البيعة فلا يحملنكم قلة محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وكثرة المشركين أن تنقضوا البيعة التي بايعتم على الإسلام، كان كان فيهم قلة والمشركين فيهم كثرة. "جامع البيان" ١٤/ ١٦٤.
(٥) أسند الطبري -في المرجع السابق- هذا القول إلى ابن زيد، قال: هؤلاء قوم كانوا حلفاء لقوم تحالفوا وأعطى بعضهم العهد، فجاءهم قوم فقالوا: نحن أكثر وأعز وأمنع فانقضوا عهد هؤلاء وارجعوا إلينا ففعلوا ... ثم قال الطبري: =

<<  <  ج: ص:  >  >>