للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٨ - قوله عزّ وجلّ: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ}:

قال ابن عباس: هي أريحا، وهي قرية الجبارين، وكان فيها قوم من بقية عاد، يقال لهم: العمالقة، ورأسهم عوج بن عُنُق (١). وقيل:


= ١/ ٩٨ كلهم من طريق عبد الرَّزّاق، عن معمر، عن همام بن منبه عن أبي هريرة به. وأخرجه البُخَارِيّ كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم وذريته (٣٣٣٠) من طريق آخر عن معمر.
قوله: "لم يخنز اللحم": أي ما أنتن، يقال: خَنِزَ يَخْنَزُ، وخَزِنَ يَخْزَن، إذا تغيَّرت رائحته. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٨٣.
قال النووي: قال العلماء: معناه أنَّ بني إسرائيل لما أنزل الله عليهم المن والسلوى نُهوا عن ادخارهما، فادخروا، ففسد، وأنتن، واستمر من ذلك الوقت. "شرح مسلم" ١٠/ ٥٩.
وقوله: "لم تخن أثنى زوجها": قال ابن حجر: فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتَّى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها: أنها قبلت ما زين لها إبليس حتَّى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش، حاشا وكلا, ولكن لمَّا مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة، وحسَّنت ذلك لآدم، عُدَّ ذلك خيانةً له، وأما من جاء بعدها من النساء، فخيانة كل واحدة منهن بحسبها. "الفتح" ٦/ ٣٦٨.
(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٤٣، وفي "البسيط" ٢/ ٩٣٠، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٩٨، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٨٤، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٦٤، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٣٨٢، والرازي في "مفاتيح الغيب" ٣/ ٨٨.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" -بسنده- عن ابن زيد ١/ ٢٩٩.
وذكره السمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ١٢١ عن الكلبي.
قال ابن كثير: . . وقال آخرون: هي أريحا، ويحكى عن ابن عباس وعبد الرَّحْمَن =

<<  <  ج: ص:  >  >>