للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَيَسْخَرُونَ} من تعجبك.

١٣ - {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (١٣)} وإذا وعظوا لا يتعظون.

١٤ - {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً} عني انشقاق القمر

{يَسْتَسْخِرون} يسخرون (١)، وقيل: يستدعي بعضهم بعضا إلى أن


= الأنصار، باب: قول الله عَزَّ وَجَلَّ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (٣٧٩٨)، ومسلم كتاب: الأشربة، باب: إكرام الضيف (٢٠٥٤).
٢ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عجب ربنا عَزَّ وَجَلَّ من رجال يقادون إلى الجنة في السلاسل". رواه أحمد في "المسند" ٢/ ٤٠٦ (٩٢٧١) وأبو داود كتاب: الجهاد، باب: في الأسير يوثق (٢٦٧٧). وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (٤١)، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح. قال الكلبي في "التسهيل" ٣/ ٣٨٦: وقرئ (عجبت) بضم التاء، وأشكل ذلك على بعضهم وقال: إن التعجب مستحيل على الله، فتأولوه على أنه حال يتعجب منها الناس، وقيل: تقديره قل يا محمَّد عجبتُ - .. قال- وقد جاء التعجب من الله في القرآن والحديث، وإنما جعلوه مستحيلا على الله لأنهم قالوا إن التعجب استعظام خفي سببه. والصواب أنه لا يلزم أن يكون خفي سببه، بل هو لمجرد الاستعظام، فعلى هذا لا يستحيل على الله ا. هـ.
وقال الشيخ محمَّد بن صالح العثيمين رحمه الله في "شرح لمعة الاعتقاد" (ص ٦٠): والعجب نوعان: أحدهما: أن يكون صادرًا عن خفاء الأسباب على المتعجب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه وهذا النوع مستحيل على الله؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء.
والثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجب، وهذا هو الثابت لله تعالى ا. هـ.
(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٧١، "روح المعاني" للألوسي ٢٣/ ٧٧. وقال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" ٢٣/ ٩٨: قوله (يستسخرون) يبالغون في السخرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>