للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: عقارب النار وحيّاتها (١).

{ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ} أي في الصور {أُخْرَى} أي مرة أخرى {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} من قبورهم {يَنْظُرُونَ} إلى البعث (٢). وقيل: ينظرون أمر الله فيهم (٣). قال الحكماء: ووجه النفخ في الصور أنها علامة جعلها الله -عز وجل- ليتصور بها العاقل آخر الأمر ثم تجديد الخلق.

٦٩ - {وَأَشْرَقَتِ} وأضاءت {الْأَرْضُ}

وقرأ عبيد بن عمير (٤) (وأُشرقت) (٥) على لفظ ما لم يسم فاعله،


(١) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٢٨٠.
قلت: تعيين من استثناهم الله من الصعق لا يُصار إليه إلا بدليلٍ ثابت، والذي ثبت به الدليل هم الشهداء ويتوقف فيما عداهم حتى يثبت به دليل.
وأما ما ورد في حق موسى -عليه السلام- فنعم؛ الحديث فيه ثابت لكنه ليس صريحًا في الاستثناء فقد جاء فيه قوله عليه الصلاة والسلام: " ... فلا أدري أرفع رأسه قبلي أم كان ممن استثنى الله - صلى الله عليه وسلم -".
قال ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٤٣٦ في سورة النمل: (فيفزع من في السماوات والأرض إلا من شاء الله، وهم الشهداء فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون) اهـ.
(٢) "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ١٣٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٢٨١.
(٣) السابق.
(٤) عُبيد بن عُمير بن قتادة الليثي أبو عاصم المكي. مجمع على ثقته. مات قبل ابن عمر. روى له (ع).
"تقريب التهذيب" لابن حجر (٤٣٨٥) (ص ٣٧٧)، "سير أعلام النبلاء" ٤/ ١٥٦.
(٥) وهي قراءة لابن عباس أيضاً محمولة على التفسير كما قاله القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٢٨٢ وهي من الشواذ. انظر: "المحتسب" لابن جني ٢/ ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>