وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٠ وزاد نسبته لابن المنذر وابن مروديه وابن عساكر. وإسناده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق ولما فيها من الإبهام المذكور عن بعض رجاله. قلت: أما عنعنة ابن إسحاق فغير ضارة هنا؛ لأنَّه وقع في إحدى روايتي ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٥٥٠. تصريح ابن إسحاق بالتحديث. وأمَّا الإبهام فهي منجبرة بالروايات الأخرى. فقد أخرج أبو بكر الآجري في طرق حديث الإفك كما في "فتح الباري" لابن حجر ١٣/ ٣٤٤، والواحدي في "أسباب النزول" (٣٣٢). جميعهم من طريق عطاء الخراساني عن الزُّهريّ، عن عروة، عن عائشة نحوه. وأخرجه ابن عساكر كما في "الدر المنثور" ٥/ ٦٠ من طريق أفلح مولى أبي أيوب نحوه. ويشهد له أيضاً ما أخرجه البُخاريّ في "صحيحه" معلقًا، كتاب الاعتصام، باب قوله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} قال: وقال رجلٌ من الأنصار: (سبحانك ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم). فالروايات بمجموعها يقوي بعضها بعضًا ويكون الحديث على أقل تقديره حسنًا لغيره.