والمراد بيان الحق لهم بما أنزل على رجل منهم هذا القرآن، وهذا أحد التأويلين للآية. وورد عن ابن عباس أَيضًا ومجاهد وقتادة والسدي وسفيان وابن زيد أنَّهم قالوا بذكرهم بشرفهم. قال الطبري في "جامع البيان": وهذان القولان متقاربا المعنى وذلك أن الله جل ثناؤه أنزل هذا القرآن بيانًا بين فيه ما لخلقه من الحاجة من أمر دينهم، وهو مع ذلك ذِكْرٌ لرسوله -صلى الله عليه وسلم- وقومه، وشرف لهم. قلت: ولهذا جمع المصنف بين القولين فجعلهما قولًا واحدًا فأحسن. وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٢/ ١٤١، "النكت والعيون" للماوردي ٤/ ٦٣. (١) وهذا على سبيل التنبيه لهم أنَّه لم يسألهم أجرًا كما قال تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} [ص: ٨٦]. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٤٣ عن ابن عباس وقتادة والحسن قالوا خرجًا: أجرًا. وانظر: "الوسيط" للواحدي ٣/ ١٦٧، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٠/ ١٣٥، "تفسير القرآن" للسمعاني ٣/ ٤٨٤. (٣) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٦١، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٢/ ١٧٥، "تفسير القرآن" للسمعاني ٣/ ٤٨٤، وقال ابن عباس في "لغات القرآن" لابن حسنون ٦/ أ: خرجًا يعني: جعلًا بَغير أَلْف لغة حمير وخراجًا بألف لغة قريش.