اهتم الثعلبي رحمه الله بالأخبار والسير، وظهرت عنايته بها في ثنايا تفسيره، فهو لا يدع فرصة للحديث عن الأخبار والسير إلا ويقتنصها، بل ويطيل في ذلك أحيانًا حتى يكاد يخرج عن مقصود التفسير، كما في ذكر الغزوات التي كانت على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما تكلَّم على آية لها تعلّق بهذا الفن.
فعند تفسيره لقول الله تعالى:{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ}[آل عمران: ٦٨] نجده يروي بسنده قصة هجرة جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأصحابه إلى الحبشة، ويروي بتفصيل الحوار الذي دار بين الوفد القرشيّ ونجاشيّ الحبشة إضافة إلى مهاجرة الحبشة.
وعند تفسيره لقول الله تعالى:{وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}[آل عمران: ١٠٣] نجده يستطرد في ذكر الخلاف بين الأوس والخزرج ثم إسلام إياس بن معاذ ثم يذكر بيعة العقبة الأولى ومن شهدها وعودتهم إلى المدينة ومعهم: مصعب بن عمير يعلمهم القرآن ويستمر في سرد الرواية والحوار الذي دار بين سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، ثم يروى قصة بيعة العقبة في موسم الحج ومبايعتهم للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
ثم سرد بداية هجرة الصحابة إلى المدينة المنورة إلى نهاية القصة.
وعند تفسيره لقوله تعالى:{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ}[آل عمران: ١٢٢]، يذكر ما ورد في قصة أحد، ثم يذكر مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يذكر عددها وأسماءها ونتفًا من سيرها، ثم يذكر سرايا رسول الله