- صلى الله عليه وسلم -: يذكر عددها وأسماءها ونتفًا من سيرها.
كما وقع له عند حديثه عن آية النسيء، فقد تكلم على معنى الآية وسبب نزولها، ثم عقد فصلًا لبيان (معنى النسيء وبدء أمره)، ثم أعقبه بفصل في (الاختلاف في أول من نسأ) ويسوق الروايات المختلفة في ذلك.
كما نراه يعرض عند قول الله تعالى:{إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ. . . . . .}[التوبة: ٤٠] لكثير من الروايات مسندة وغير مسندة في بيان بعض أحداث الهجرة.
وصنع نحو ذلك عند تفسير قول الله تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ. . .}[التوبة: ١٠٠] حيث ذكر اختلاف المفسرين في المراد بالسابقين، ثم استطرد بذكر الاختلاف في أول من آمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد امرأته خديجة رضي الله عنها، هل هو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، وأطال في ذلك إطالة حقّها كتاب في التراجم لا في التفسير، ثم ذكر السابقين من الأنصار وأنهم أهل بيعة العقبة الأولى والثانية والذين آمنوا حين قدم عليهم مصعب - رضي الله عنه -، ثم شرع في ذكر مناقب مصعب - رضي الله عنه - وأخباره.
ولم يلتزم رحمه الله في عرضه لمرويات السيرة طريقة معينة، بل كان في غالب صنيعه يلفق القصص من روايات عدة يسوقها مساقًا واحدًا، كما صرح بهذا المنهج في غير ما موضع، فقد قال في ذكره لأحداث غزوة حنين: وكانت قصة حنين على ما ذكره المفسرون