(٢) قال ابن العربي: المحراب هو البناء المرتفع الممتنع، ومنه يُسَمَّى المحراب في المسجد؛ لأنه أرفعه، أنشد فقيه المسجد الأقصى عطاء الصوفي: جَمَعَ الشَّجَاعَةَ وَالْخُضُوعَ لِرَبِّهِ ... مَا أَحْسَنَ المِحْرَابَ فِي المِحْرَابِ وقد شاهدت محراب داود -عليه السلام- في بيت المقدس بناء عظيما من حجارة صلدة لا تؤثر فيها المعاول، طول الحجر خمسون ذراعا، وعرضه ثلاثة عشر ذراعا، وكلما قام بناؤه صغرت حجارته، ويرى له ثلاثة أسوار؛ وهو في السحاب أيام الشتاء كلها لا يظهر لارتفاع موضعه وارتفاعه في نفسه، له باب صغير ومدرجة عريضة، وفيه الدور والمساكن، وفي أعلاه المسجد، وفيه كوة شرقية إلى المسجد الأقصى في قدر الباب، وليس لأحد في هدمه حيلة. "أحكام القرآن" ١١/ ١٥٩٧ - ١٥٩٨. (٣) في (م): والمحاريب. (٤) البيت لعدي بن زيد كما قال المصنف. وكما في "شعراء النصرانية" للويس شيخو ٤/ ٤٥٥، وقد استشهد به الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٧٠ على أن المحاريب جمع محراب. .