للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٩ - قوله عز وجل: {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ}

هو مردود إلى قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا} ليبين لهؤلاء المتكبرين والمقتسمين الذين يختلفون فيه {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ}.

٤٠ - قوله عز وجل: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٠)}

يقول الله تعالى: إنا إذا أردنا أن نبعث من يموت فلا تعب علينا ولا نصب في إحيائهم ولا في غير ذلك (١) مما يحدث؛ لأنا إذا أردنا خلق شيء وإنشاءه فإنما {نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (قرأ ابن عامر والكسائي بالنصب هنا وفي يس) (٢) وفي هذِه الآية دليل على أن القرآن غير مخلوق، وذلك أن الله أخبر أنه إذا (٣) أراد شيئًا قال له: {كُنْ فَيَكُونُ} فلو كان قوله: {كُنْ} مخلوقًا لاحتاج إلى (قول ثان) (٤) واحتاج ذلك القول إلى قول ثالث، إلى ما لا نهاية له،


= وهكذا ذكر السيوطي وعزاه إلى الطبري وابن أبي حاتم وكذلك ابن كثير أيضًا عزاه إلى ابن أبي حاتم ولم أجده في "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم. "الدر المنثور" ٤/ ٢٢٠، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٨/ ٣١٢.
(١) في (أ): تلك.
(٢) زيادة من (ز) ونقل ابن زنجلة: قرأ ابن عامر الكسائي: {أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} بالنصب وقرأ الباقون بالرفع والنصب على أن يكون قوله: (فيكون) عطفا (أن يقول) أو لكونه جواب (كن) والرفع على معنى: ما أراد الله فهو يكون "الحجة" لابن زنجلة ٣٨٩ - ٣٩٠.
(٣) سقط من (م).
(٤) في (ز): بإسقاط كلمة قول، وفيها وفي (م): ثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>