للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الخليل بن أحمد: سنطوي عمرهم في اغترار منهم (١). وقال أبو عبيدة والمؤرج: الاستدراج أن يأتيه من حيث لا يعلم (٢).

وقال أهل المعاني: الاستدراج أن يتدرج إلى الشيء في خفية، قليلا قليلا ولا تباغت ولا تجاهره، يقال: استدرج فلانًا حتّى يعرف ما صنع. أي: لا تجاهر ولا تهجم عليه بالسؤال (٣)، ولكن استخرج ما عنده قليلا قليلا، وأصله من الدرجة، وذلك أن الراقي والنازل يرقى وينزل مرقاة مرقاة (٤)، فاستعير هذا منها، ومنه درج الكتاب إذا طواه شيئًا بعد شيء، ودرج القوم إذا مات بعضهم في أثر بعض، ودرج الصبي إذا قارب بين خطاه في المشي (٥).

١٨٣ - (قوله تعالى) (٦): {وَأُمْلِي لَهُم}

يعني: أُمهلهم وأطيل لهم، من المَلا والمُلاوة، وهو الدهر، يقال منه: تمليت. أي: عشت دهرًا (٧) {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} أي: أَخْذِي قوي شديد، نزلت: في المستهزئين، فقتلهم الله في ليلة واحدة.


(١) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ٤/ ٤٢٨ عنه.
(٢) ذكره أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٢٣٣.
(٣) في الأصل: السؤال. بدون حرف الجر، وأثبته من (ت) و (س).
(٤) من (ت) و (س).
(٥) انظر: "معاني القرآن" للنحاس ٣/ ١٠٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٣/ ٣٠٨، "الكشاف" للزمخشري ٢/ ٥٣٦.
(٦) من (س).
(٧) ذكره أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٢٣٤ بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>