للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧١ - {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٧٤) قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}

وفي تحقيق الله على التثنية في اليد (١) دليل على أنَّه ليس بمعنى النعمة والقوة والقدرة وإنما هما صفتان من صفات ذاته (٢).

قال مجاهد: اليد هاهنا بمعنى التأكيد والصلة (٣)، مجازه: لما


(١) هكذا صيغت العبارة وإن كان المعنى مفهومًا إلا أن الأسلوب فيه نوع ركاكة، وبعبارة واضحة تصاغ كالتالي: (وفي ثبوت التثنية في اليد لله .. ).
(٢) هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في تفسير هذِه الآية وأمثالها دون تحريف ولا تعطيل ولا تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه بل يثبتونها لئه تعالى على الصفة اللائقة به سبحانه. انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ٤/ ١٧٤، "بيان تلبيس الجهمية" ١/ ٢٢، ٣٩.
(٣) قلت: كلام مجاهد في هذِه الآية إن صح عنه، ليس فيه خروج عن مذهب السلف في صفة اليد، بل كلامه يدل على نفي خلق آدم باليد مباشرة، ويرى أنَّه كغيره من المخلوقات، وهذا مذهبٌ له في تأويل الآية وهو ضعيف كما قال المصنف، لأنه صرفٌ للآية عن ظاهرها بغير دليل، بل الدليل على خلافه ومنها:
١ - حديث الشفاعة، والذي فيه). . . فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه. .) الحديث. رواه البخاري في كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} (٦٥٦٥) وأخرجه مسلم في كتاب: الإيمان باب: أدنى أهل الجنّة منزلة فيها (١٩٣).
٢ - حديث محاجة آدم لموسى عليهما السلام وفيه قال موسى: "أنت آدم الَّذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه" الحديث. رواه مسلم في كتاب: القدر، =

<<  <  ج: ص:  >  >>