للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خلقت، كقوله سبحانه {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} أي: ربك، وهذا تأويل غير قوي؛ لأنه لو كان بمعنى الصلة لكان لإبليس أن يقول إن كنت خلقته فقد خلقتني، وكذلك في القدرة والنعمة لا يكون لآدم عليه السلام في الخلق مزية على إبليس (١)، وقد مضت هذِه المسألة (٢).

فأما قوله {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} (٣) فإن العرب تسمي الاثنين جمعًا كقوله {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا} (٤) وقوله {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (٥) قيل: هما رجلان،


= باب: حجاج آدم وموسى عليهما السلام (٢٦٥٢).
قلت: الَّذي جعلني أشك في نسبه هذا القول إلى مجاهد رحمه الله هو أن مجاهدًا روى عن عبد الله بن عمر أنَّه قال: خلق الله أربعة أشياء بيده: العرش، والقلم، وآدم، وجنة عدن، ثم قال لسائر الخلق: كن فكان.
قال الألباني: إسناده جيد. "مختصر العلو" (ص ١٠٥).
قلت: ويستبعد أن يخالف مجاهدٌ عبد الله بن عمر.
(١) ما ذهب إليه المصنف هو الصواب إن شاء الله وهو الَّذي عليه المحققون من أئمة السلف كالإمام أحمد والطبري وابن تيمية وغيرهم.
انظر: "العقيدة" للإمام أحمد رواية أبي بكر الخلال ٢/ ١٠٤، والمسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة ٢/ ٣٠٧ - ٣٠٨، "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ١٨٥، "بيان تلبيس الجهمية" لابن تيمية ٢/ ٢٣.
(٢) ذكرها عند قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} من سورة المائدة: (٦٤).
(٣) يس: ٧١.
(٤) الحج: ١٩.
(٥) النور: ٢، وردت صفة اليد لله على ثلاثة أوجه:
بالإفراد كقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: ١] وبالتثنية كقوله {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤] وبالجمع كقوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا =

<<  <  ج: ص:  >  >>