للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧٢ - قوله - عز وجل-: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا}

هجروا قومهم وعشيرتهم ودورهم يعني المهاجرين {وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا} رسولا لله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين معه. أي: أسكنوهم منازلهم {وَنَصَرُوا} (١) ونصروهم على عدوهم، وهم الأنصار {أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} دون أقربائهم من الكفار، وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: هذا في الميراث، كانوا يتوارثون بالهجرة، وجعل الله الميراث (للمهاجرين والأنصار) (٢) دون ذوي الأرحام، وكان الذي آمن ولم يهاجر لا يرث من أجل أنه لم يهاجر ولم ينصر، فكانوا يعملون بذلك، حتى أنزل الله عز وجل: {أُوْلُواْ الأَرْحَامَ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَغضٍ فِى كِتَابِ اللَّهِ} (٣) فنسخت هذا، وصار الميراث لذوي الأرحام من المؤمنين، ولا يتوارث أهل ملّتين شيء (٤).

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} يعني الميراث {حَتَّى يُهَاجِرُوا} قرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة بكسر الواو، والباقون بالفتح (٥)، وهما واحد.


(١) من (ت).
(٢) من (ت) وفي الأصل: بالأنصار.
(٣) الأنفال: ٧٥
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ٥٢ عنه بنحوه، وليس فيه: ولا يتوارث أهل ملّتين شيء.
(٥) ذكره ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" ٢/ ٣١٢ قال: واختلفوا في {وَلَايَتِهِمْ} هنا وفي الكهف {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ} فقرأ حمزة بكسر الواو فيهما، وافقه الكسائي وخلف في الكهف وقرأ الباقون بفتح الواو في الموضعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>