للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الضَّحَّاك والكلبي: لا يأخذ أحدًا إلَّا بجرم عمله، ولا يوزر ذنب أحد على غيره (١).

٥٠ - قوله عز وجل: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ}

يقول الله تعالى مذكرًا هؤلاء المتكبرين ما أورث الكبر إبليس ويعلمهم أنَّه من العداوة والحسد لهم على مثل الذي كان لأبيهم، واذكر يا محمَّد إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم (٢) {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ} اختلفوا فيه، فقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن، خلقوا من نار السموم، وخلقت الملائكة من نور غير هذا الحي وكان اسمه عزازيل (٣) بالسريانية وبالعربية الحارث وكان من خزان الجنَّة وكان رئيس ملائكة السماء الدُّنيا، وكان له سلطان سماء الدُّنيا وسلطان الأرض، وكان من أشد الملائكة اجتهادًا وأكثرهم علمًا، وكان يسوس ما بين السماء والأرض، فرأى بذلك لنفسه شرفًا وعظمة، فذلك الذي دعاه إلى الكبر فعصى، فمسخه الله تعالى شيطانًا رجيمًا ملعونًا، فإذا كانت خطيئة الرجل في كبرٍ فلا ترجه، وإن كانت خطيئته معصية فارجه، وكانت خطيئة آدم عليه السَّلام معصية،


(١) "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ١٧٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٠/ ٤١٩.
(٢) هذا كلام الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٩.
(٣) روى ذكر اسمه عن ابن عباس، الأنباري في "الأضداد" (٣٣٤، ٣٣٦) وفيه عزازيل بالعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>