للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {رَفِيقًا} نصب على التمييز.

٧٠ - {ذَلِكَ الْفَضْلُ}

أي: المن {مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} يعني: بالآخرة وثوابها، وقيل: بمن أطاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحبه.

وفي هذه الآية دليل على خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وذلك أن الله تعالى لما ذكر مراتب أوليائه في كتابه، بدأ بالأعلى منهم، وهم النبيون، عليهم السلام، فجعل الدرجة الأعلى (١) للنبيين، ولم يجز أن يتقدمهم فيها أحد، وثنى بذكر الصديقين، فلا يجوز أن يتقدمهم أحد غير النبيين، ولا أن يكون بين النبي والصديق غيرهما، وقد أجمع المسلمون على تسمية أبي بكر: صديقًا، كما أجمعوا على تسمية: محمد رسولًا، ولم (٢) يجز أن يكونوا غالطين في تسميتهم محمدًا: رسولًا، كذلك لا يجوز أن يكونوا غالطين في تسمية أبي بكر: صديقًا، وإذا صح أنه صديق، وأنه ثاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجز أن يتقدمه أحد بعده، والله أعلم.

وفي قوله: {ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ} دليل على أنهم لم ينالوا تلك الدرجة بطاعتهم، بل نالوا الفضل من الله، خلافًا لما قالت المعتزلة (٣): إن العبد إنما ينال ذلك بفعله، فلما أمتن الله -عز وجل- على


(١) في (م)، (ت): العليا.
(٢) في (ت): ولما لم.
(٣) فرقة نشأت في أواخر العصر الأموي، وتمكنت في العصر العباسي، وكانت وراء فتنة القول بخلق القرآن، ترجع نسبتهم إلى واصل بن عطاء الغزال، تلميذ الحسن =

<<  <  ج: ص:  >  >>