للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٣ - قوله تعالى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ}:

قال مجاهد والفراء: هما شيء واحد، والعرب تكرر الشيء إذا اختلفت ألفاظه على التوهم (١). وأنشد الفراء:

وقدَّمت الأديم لراهشيه ... وألفى قولها كذبًا ومينا

وقال عنترة:

حُيِّيت من طَلل تقادم عهده ... أقوى وأقفَر بعد أمِّ الهيثمِ (٢)

قال الزجاج: وهذا هو القول (٣)، لأنَّ الله عز وجل ذكر لموسى عليه السلام الفرقان في غير هذا الموضع، فقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ


(١) أخرج الطبري في "جامع البيان" ١/ ٢٨٤ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ}، قال: الكتاب: هو الفرقان، فرقان بين الحق والباطل. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ١٣٥ وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.
وانظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٣٧، "الوسيط" للواحدي ١/ ١٣٨.
(٢) البيت ضمن معلقته. انظر: "شرح القصائد العشر" للتبريزي (ص ١٧٨). وورد البيت أَيضًا في "تهذيب اللغة" للأزهري ١/ ٤٢٤ (شرع)، "البسيط" للواحدي ٢/ ٩٠٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ٣٤١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ٣٥٩، و (أقوى): خلا من أهله، وهو بمعنى (أقفر) ومع ذلك عطفه عليه، وهو الشاهد هاهنا.
(٣) في (س): القرآن. والمثبت من النسخ الأخرى، وهو الصواب، والموافق لما في "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>