للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧١ - قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا}

في الرزق {بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} على ما ملكت أيمانهم من العبيد حتَّى يستووا هم وعبيدهم، في ذلك يقول جل ثناؤه: {فَهُمْ فِيهِ} لا يرضون أن يكونوا هم ومماليكهم فيما رزقناهم {سَوَاءٌ} وقد جعلوا عبيدي ومماليكي شركائي في ملكي وسلطاني يلزم بهذا المثل الحجة على المشركين، قال قتادة رحمه الله: هذا مثل ضربه الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: فهل منكم من أحد يشرك مملوكه في زوجته وفراشه وماله؟ أفتعدلون بالله تعالى خلقه وعباده (١)؟ فإن لم ترض لنفسك هذا فالله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يُنزَّه من ذلك ولا يعدل به أحد من عباده (٢).

قال ابن عباس رضي الله عنهما (٣): نزلت هذِه الآية في نصارى


(١) إلى هنا انتهى قول قتادة لدى البغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٣١.
ولكن الطبري ذكر ما بعد متصلًا به كما يأتي: فهل منكم من أحد شارك مملوكه في زوجته وفي فراشه فتعدلون بالله خلقه وعباده، فإن لم ترض لنفسك هذا، فالله أحق أن ينزه منه من نفسك ولا تعدل بالله أحدًا من عباده وخلقه، وبإسناد آخر عنه قال: هذا الَّذي فضل في المال والولد لا يشرك عبده في ماله وزوجته، يقول: قد رضيت بذلك، ولم ترض به لنفسك، فجعلت لله شريكًا في ما هو خلقه. "جامع البيان" ١٤/ ١٤٣.
(٢) وعند ابن أبي حاتم: فإن لم ترض لنفسك بهذا فالله أحق أن تبرئه من ذلك، ولا تعدل بالله أحدًا من عباده وخلقه -أيضًا من قول قتادة- "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٩١ (١٢٥٨١).
(٣) إنما ذكره القرطبي بغير إسناد فقال: وعن ابن عباس رضي الله عنهما أيضًا: أنها =

<<  <  ج: ص:  >  >>