للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لمّا رأى أبو سفيان أنّه أحرز عِيره، أرسل إلى قريش: إنّكم خرجتم لتمنعوا عيركم، فقد نجاها الله فارجعوا. فوافى الركب الذي بعثهم أبو سفيان ليأمروا قريشًا بالرجعة بالجُحْفَة (١)، وقال لهم: انصرفوا، فقال أبو جهل: والله لا نرجعن حتّى نرد بدرًا، وكان موسمًا من مواسم العرب، يجتمع لهم بها سوق كل عام، فنقيم بها ثلاثة أيام، وننحر الجزر، ونطعِم الطعام، ونسقي الخمور، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا (٢) العرب، فلا يزالون يهابوننا أبدًا (٣). فوافوها فسُقوا كؤوس المنايا مكان الخمر، وناحت عليهم النوائح مكان القيان، فنهى الله (٤) عباده المؤمنين أن يكونوا مثلهم، وأمرهم بإخلاص النيّة والحسبة (٥) في نصرة دينه ومؤازرة نبيه.

٤٨ - قوله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}

وكان تزيين ذلك لهم (٦) على ما قاله ابن عباس وابن إسحاق


(١) الجُحْفَة: كانت الجحفة مدينة عامرة، يمر بها الحاج بين الحرمين، وتوجد اليوم آثارها شَرق مدينة رَابغ بحوالي ٢٢ كم، وفيها مسجد الميقات اليوم يقصده الحجاج. انظر: "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص ٧٩).
(٢) من (س) وفي الأصل: بها.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٦ عنه وفيه اختلاف في الألفاظ.
(٤) من (ت).
(٥) في الأصل: والخشية. ولا يستقيم المعنى، وما أثبته من (ت) وهو موافق لما في المصادر.
(٦) من (ت) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>