للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسدي والكلبي وغيرهم: إن قريش لمّا أجمعت المسير، ذكرت الذي بينها وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة بن الحارث، فكاد ذلك أن يُثنيهم، فجاء إبليس في جُند من الشياطين معه راية، فتبدى في صورة سراقة بن مالك بن جُعْشُم الشاعر الكناني ثم المدلجي، وكان من أشراف كنانة، {وَقَالَ} لهم {لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} أي: مجير لكم من كنانة (١). قال الشاعر:

يا ظالمي أنّى تروم ظُلامتي ... والله من كل الحوادث جاري (٢)

{فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ} أي: التقى الجمعان، ورأى إبليس الملائكة نزلوا من السماء وعلم أنّه لا طاقة لهم بهم {نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ}. قال الضحاك: ولّى مدبرًا (٣). قال النضر بن شميل: رجع القَهقرى على قفاه هاربًا (٤). وقال قطرب وأبان بن تغلب: رجع من حيث جاء (٥). قال الشاعر (٦):


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٠٥/ ١٨ - ١٩ عنهم عدا الكلبي، وجعلها المصنف في سياق واحد، وفيه اختلاف في الألفاظ.
(٢) لم أعرف قائله، ولم أعثر على البيت في المصادر والمراجع حسب بحثي واطلاعي.
(٣) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٣٦٦ عنه.
(٤) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٣٦٦ عنه.
(٥) ذكره النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ١٦٣.
(٦) أوس بن حَجر الأسدي.
انظر: "الروض الأنف" للسهيلي ٣/ ٧١، "السيرة النبوية" لابن هشام ١/ ٦٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>