للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ} قارون وأصحابه {وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا} رعودْ وقومه وقوم نوح، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

٤١ - قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ}

يعني: الأصنام يرجون نصرها ونفعها عند حاجتهم إليها {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا} (١) لنفسها كيما يكنّها فلم يغن عنها بناؤها شيئًا (عند حاجتها إليه كما إن بيت العنكبوت لا يرفع عنها) (٢) بردًا ولا حرًا، كذلك هذِه الأوثان لا تملك لعابديها نفعًا ولا ضرًّا ولا خيرًا ولا شرًّا.

{وَإِنَّ أَوْهَنَ} أي: أضعف {الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} قالت النحاة (٣): العنكبوت مؤنثة للتاء التي فيها، وقد


(١) العنكبوت: دُوَيبةً تَنْسِجُ في الهواء مؤنثة، وقد تذكر، وجمعها عناكب، وعنكبوتات، والذكر عنكب: وهي قصار الأرجل كبار العيون للواحد ثمانية أرجل وست عيون، ويبيض، وأول ما يولد دودًا صغارًا ثم يتغير ويصير عنكبوتًا، وتكمل صورته عند ثلاثة أيام.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٦٣٢ (عنكب)، "حياة الحيوان" للدميري ٢/ ١٧٨، "المعجم الوسيط" ٢/ ٦٣٢، وقال الألوسي في "روح المعاني" ٢٠/ ١٦٢، والظاهر أن المراد بالعنكبوت هنا هو النوع الذي ينسج بيته في الهواء ويصيد به الذباب لا النوع الآخر الذي يحفر بيته في الأرض ويخرج في الليل كسائر الهوام، وهي من ذوات السموم فيسن قتلها لذلك ... .
(٢) ما بين القوسين ساقط من (س).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>