للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤٦ - قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ} آمركم وأوصيكنم.

{بِوَاحِدَةٍ} بخصلة واحدة.

{أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ} لأجل الله (١)، و {أَنْ} في محل الخفض عن (٢) البيان من {وَاحِدَةٍ} والترجمة عنها ({مَثْنَى} اثنين اثنين متناظرين) (٣) {وَفُرَادَى} واحدًا واحدًا متفكرين (٤) (٥).

{ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} جميعًا.

والفكر: طلب المعنى بالقلب، فتعلموا {مَا بِصَاحِبِكُمْ} محمَّد {مِنْ جِنَّةٍ} جنون كما تقولون وما جحد ونفى {إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ


(١) يقصد هنا أن الخصلة الواحدة التي يأمرهم ويوصيهم بها هي أن يقوموا قيامًا خالصًا لله عز وجل، من غير هوى ولا عصبية، وهذا القيام لطلب الحق، وليس القيام الذي هو ضد القعود، وهو كقوله تعالى: {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ}.
(٢) في (م): على.
(٣) من (م).
(٤) من (م).
(٥) {مَثْنَى وَفُرَادَى} أي: وحدانا ومجتمعين، قاله السدي، وقيل: منفردًا برأيه ومشاورا لغيره، وهذا قول مأثور.
وقال القتبي: مناظرا مع غيره ومفكرا في نفسه، وكله متقارب. ويحتمل رابعا أن المثنَّى عمل النهار والفرادى عمل الليل, لأنه في النهار معا، وفي الليل وحيد. قال الماوردي: وقيل: إنما قال: مثنى وفرادى لأن الذهن حجة الله على العباد وهو العقل، فأوفرهم عقلًا أوفرهم حظا من الله، فإذا كانوا فرادى كانت فكرة واحدة، وإذا كانوا مثنى تقابل الذهنان فتراءى من العلم لهما ما أضعف على الانفراد؛ والله أعلم.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>