للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقعود والحال الذي يشغل العرش، بل هو مستو على العرش كما أخبر عن نفسه بلا كيف، وليس إقعاده محمدًا -صلى الله عليه وسلم- على العرش موجبًا له على صفة الربوبية أو مخرجًا إياه من صفة العبودية، بل هو رفع لمحله وإظهار لشرفه وتفضيل له على غيره من خلقه.

وأما قولهم في الأخبار معه فإنه بمثابة قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ} (١) و {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} (٢) ونحوهما من الآيات كل راجع إلى الرتبة والمنزلة (أو الحظوة والدرجة الرفيعة) (٣) لا إلى المكان (والجهة، والله أعلم بالصواب) (٤).

٨٠ - قوله -عز وجل-: {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ}

قراءة العامة بضم الميمين على المعنى الإدخال والإخراج، و (قرأ الحسن بفتحهما) (٥) على معنى الدخول والخروج.


(١) الأعراف: ٢٠٦.
(٢) التحريم: ١١.
(٣) من (م).
(٤) نقص في (م).
والصواب اعتراف علو الله العلي الأعلى وتعالى، على عرشه، لا نفي المكان والجهة لقوله تعالى {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: ١٧] ولقوله -عليه السلام-: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن -عز وجل- .. " الحديث في "صحيح مسلم"، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل (١٨٢٧)، وقوله -عليه السلام-: "إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي" أخرجه أيضًا الإمام مسلم في "الصحيح"، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الحب في الله (٢٥٦٦).
(٥) في (م): قرأ الحسن وأبو العالية ونصر بن عاصم: مدخل ومخرج بفتح الميمين، وهكذا في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٠/ ٣١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>