للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحماني (١) قال: حدثنا ابن فضيل (٢) عن ليث (٣)، عن مجاهد (٤) في قوله -عز وجل-: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: يجلسه على العرش (٥).

قلت (٦): وهذا تأويل غير مستحيل؛ لأن الله تعالى كان قبل خلقه الأشياء قائمًا بذاته، ثم خلق الأشياء من غير حاجة له إليها، بل إظهارًا لقدرته وحكمته وليعلم (٧) وجوده وتوحيده وكمال قدرته وعلمه بظهور أفعاله المتقنة المحكمة، وخلق لنفسه عرشًا فاستوى عليه كما شاء من غير أن صار له مماسًّا أو كان العرش له مكانًا، بل هو الآن على الصفة التي كان عليها قبل أن خلق المكان والزمان، فعلى هذا القول سواء أقعد محمدًا -صلى الله عليه وسلم- على العرش أو على الأرض، لأن استواء الله تعالى على العرش ليس بمعنى الانتقال والزوال أو تحول الأحوال من القيام


(١) يحيى بن عبد الحميد، حافظ إلا أنه متهم بسرقة الأحاديث.
(٢) في (أ): فضل، والصحيح أنه محمد بن فضيل بن غزوان، أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق عارف رمي بالتشيع.
(٣) ليث بن أبي سليم، الكوفي صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك.
(٤) مجاهد بن جبر، ثقة إمام في التفسير وفي العلم.
(٥) [١٧٤٢] الحكم على الإسناد:
ضعيف لأجل الليث بن أبي سليم.
التخريج:
أخرج الطبري بطريق عباد بن يعقوب السدي قال: حدثنا ابن فضيل عن ليث، عن مجاهد قال: يجلسه معه على عرشه. "جامع البيان" ١٥/ ١٤٥.
وعباد بن يعقوب صدوق
(٦) ساقطة من (ز)، (م).
(٧) في (ز): ليعرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>