للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٥ - {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ}

قال ابن عباس (١) رضي الله عنه: وكلهم ميت ثم يحشرهم ربهم جميعًا الأول والآخر {إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}.

٢٦ - قوله عز وجل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ}

يعني: آدم عليه السلام، قال ابن عباس (٢) رضي الله عنهم: سمي إنسانًا لأنه عهد إليه فنسي، وذهب إلى هذا قوم من أهل اللغة، قالوا: أصله إنسيان على وزن إفعلان، فأسقط الياء لكثرة جريانه على الألسن، فإذا صغر ردت الياء إليه فقيل؛ إنيسيان على الأصل أنَّه (لا يكثر مصغرًا كما يكثر مكبرًا) (٣).


(١) أسنده إليه الطبري بلفظ: (كلهم ميت ثم يحشرهم ربهم) فقط المصدر نفسه.
(٢) أسنده إليه الطبري في تفسير قوله تعالى {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (١١٥)} [طه: ١١٥] المصدر السابق ١٦/ ٢٢١، وهذا مما يستدرك على الشيخ عبد العزيز الحميدي في مؤلفه: "تفسير ابن عباس" فلم يذكره.
(٣) في الأصل: لم يكن مصغرًا كما يصغر مكبر، وهو تصحيف، والمثبت من (ز)، (م). قال القرطبي: فأصل ناس نسى، قلب فصار نيس، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفًا، ثم دخلت الألف واللام فقيل: الناس. قال ابن عباس رضي الله عنهما نسي آدم عهد الله فسمي إنسانًا، وقال عليه السلام: "نسي آدم فنسيت ذريته" وفي التنزيل: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ}، وعلى هذا فالهمزة زائدة قال الشاعر:
لا تنسين تلك العهود فإنما ... سميت إنسانًا لأنك ناسي
وقال آخر:
فإن نسيت عهودًا منك سالفة ... فاغفر فأول ناس أول الناس =

<<  <  ج: ص:  >  >>