للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والآية واردة في الإخبار عن القدرة، لا عن الكون في الوقت؛ لأنه -عز وجل- قال: {إِنْ طَلَّقَكُنَّ} وقد علم أنه لا يطلقهن، وهذا كقوله؛ {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} (١) فهذا إخبار عن القدرة، وتخويف لهم، لا أن في الوجود من هو خير من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - (٢).

٦ - قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}

يعني: مروهم بالخير، وانهوهم عن الشر، وعلموهم وأدبوهم؛ تقوهم بذلك نارًا (٣).


= وقال ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٣٢: {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}: تقسيم لكل واحدة من الصفات المتقدمة. ا. هـ.
وقال ابن جزي الكلبي في "تفسيره" (ص ٧٧٧): عن قول بريدة: وهذا يفتقر إلى نقل صحيح. ا. هـ.
وقال في توضيح مراد ابن عطية: دخلت الواو هنا -أي بين ثيبات وأبكارا- للتقسيم، ولو سقطت لاختل المعنى، لأن الثيوبة والبكارة لا يجتمعان. ا. هـ.
(١) محمد: ٣٨.
(٢) أصل المبحث في "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ١٦٣، وتوسع فيه المصنف هنا. ونقله عنه البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١٦٧ - ١٦٩، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٩٣.
(٣) هذا المعنى جاء عن جماعة منهم:
علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وقتادة، وسهل التستري، وأبو عثمان الحيري.
أما قول على: فأخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٣٥٣، والمروزي في "البر والصلة" =

<<  <  ج: ص:  >  >>