للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: معناه أدام الله لك العفو (١).

{لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} في أعذارهم {وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} فيها.

٤٤ - قوله تعالى: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (٤٤)}

٤٥ - {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ}

وشكت (٢) {قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} ونافقت متحيرين (٣).

٤٦ - قوله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ}

إلى الغزو {لَأَعَدُّوا} لهيأوا {لَهُ عُدَّةً} قوة وأُهْبة؛ وهي المتاع والكراع {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ} لم يرد الله (٤) {انْبِعَاثَهُمْ}


(١) المصادر المتقدمة.
(٢) انظر "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٤٣، "عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي ٢/ ١٢٨.
(٣) انظر "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٤٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٣٩.
(٤) ما ذهب إليه المصنف هنا في تفسير الكره في حق الله تعالى بعدم الإرادة هو مذهب أهل التعطيل الذين ينكرون اتصافه تعالى بالصفات الاختيارية (الفعلية)، لأن أسماء الله تعالى عندهم تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال، دون المبادئ التي هي انفعالات وذلك بناء على أصلهم في مسألة حلول الحوادث.
ومذهب السلف أن هذِه الصفات كغيرها من الصفات يثبت ما ورد منها, ولا يجوز تأويل شيء منها بالإرادة أو بالأزلية، وأهل السنة يثبتونها كما يليق بجلال الله وعظمته من غير تشبيه بصفات المخلوقين ومن غير تكييف ولا تحريف ولا تعطيل. انظر "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ٦/ ١١٧ - ١١٩، "درء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية ٤/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>