للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال قتادة وعمرو بن ميمون: ثنتان فعلهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يؤمر بهما: إذنه للمنافقين وأخذه من الأسارى، فعاتبه الله تعالى كما تسمعون (١).

وقال بعضهم: إن الله عز وجل وقّره وعظّم أمره ورفع محلّه بافتتاحه الكلام بالدعاء له، كما يقول الرجل لمخاطبه إذا كان كريمًا عنده عفا الله عنك؛ ما صنعت في حاجتي، ورضي الله عنك؛ ألا زرتني (٢).


= حاتم. وعزا نحوه البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٥٥، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٤٥ لسفيان بن عيينة.
(١) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٤٤١ وعزاه لعبد الرزاق وابن جرير.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" ٥/ ٢١٠، وسعيد بن منصور في "سننه" ٥/ ٢٥٢، والطبري ١٠/ ١٤٢ من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن ميمون .. به.
أما أثر قتادة فلم أجد من ذكره بهذا المعنى، إنما أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٤٢ من طريق سعيد، عن قتادة: قوله {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} الآية، عاتبه كما تسمعون، ثم أنزل الله التي في سورة النور، فرخص له في أن يأذن لهم إن شاء، فقال: {فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ} فجعله الله رخصة في ذلك من ذلك.
ولعل البغوي ٤/ ٥٤ تنبه لذلك، فلم يتابع المؤلف على نسبة الكلام المتقدم لقتادة، فاقتصر على نسبته لعمرو بن ميمون والله أعلم.
(٢) انظر "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٥٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٤٨، وعزاه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٤٥ لابن الأنباري. وقد نقل أبو حيان في "البحر المحيط" كلامًا حسنًا حول هذا المعنى عن إمام العربية نفطويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>