ولو لم يدرك هؤلاء العلماء مكانة هذا التفسير ومنزلته الرفيعة، لما كان هذا الاهتمام وتلك العناية التي تمثلَّت فيما يأتي:
[١ - روايته]
لقد روى العلماء تفسير "الكشف والبيان" بالإسناد المتصل إلى مؤلفه أبي إسحاق الثعلبي.
ومن هؤلاء: تلميذه الواحدي، والبغوي، وابن خير الإشبيلي، وابن الأثير، والحافظ ابن حجر العسقلاني، وغيرهم.
وقد سبق تفصيل ذلك عند إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه.
وهذِه الرواية للتفسير تدل على عناية العلماء واهتمامهم به، وهذِه العناية وذلك الاهتمام نابعان من إدراك أهمية الكتاب، وعلو مكانته.
٢ - اهتمام العلماء وعنايتهم به بالرواية عنه، والنقل والاقتباس منه: لقد كان لهذا التفسير أثر عظيم على من جاء بعده، ذلك أنَّ قيمة تفسير "الكشف والبيان" العلمية، ومنزلته العليَّة، ومكانته الرفعية، وما حواه من معارف مختلفة، وعلوم متنوعة، إضافةً إلى تقدم زمنه جعل هذا التفسير منهلًا عذبًا، وموردًا غنيًا، يردُه من جاء بعده من العلماء والمؤلفين، وينهلون من معينه.
تارةً عن طريق الرواية عن مؤلفه، وأحيانًا كثيرةً بالنقل والاقتباس منه، حتى أصبح هذا التفسير مصدرًا رئيسًا لكثير من المؤلفات التي جاءت بعده.