للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ} ترك {مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ} في حال الضر {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا} يعني الأوثان (١).

وقال السدي: يعني أندادًا من الرجال يطيعونهم في معاصي الله (٢).

٩ - {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (٨) أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ}

قرأ نافع وابن كثير ويحيى والأعمش وحمزة (أَمَن) بتخفيف الميم.

وقرأ الآخرون بتشديده (٣)، فمن شدد فله وجهان:

أحدهما: أن يكون الميم في (أم) صلة ويكون معنى الكلام الاستفهام وجوابه محذوف مجازه: أمّن هو قانتٌ كمن هو غير قانت كقوله: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} (٤) يعني كمن لم يشرح الله صدره. أو نقول: أمّن هو قانت كمن جعل لله أندادًا.


= والبيت من شواهد أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ١٨٨، وانظر "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ١٩٩، "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٢٢٥ (خول).
(١) ذكر القولين الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٢٠٠ والنحاس في "معاني القرآن" ٦/ ١٥٦ وقد رجحا ما رجحه المصنف هنا من أن المقصود بالأنداد، هي عبادة الأوثان وذلك لأن في السياق عتابا من الله لهم على عبادتها.
(٢) انظر: الحاشية السابقة.
(٣) "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٦٢، "شرح طيبة النشر" لابن الجزري (ص ٣٠٥)، "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ٢٠١، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٥٢٢.
(٤) الزمر: ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>