للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أنَّ ذلك لا يعني أن الثعلبي كان يعتقد عقيدة الصوفية، أو يوافقهم في معتقداتهم، فذلك لم يظهر من الثعلبي في تفسيره، وإنَّما الذي ظهر هو أنَّ الثعلبي كان يستأنس بأقوالهم في مواطن الوعظ والزهد. كما فعل عند قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢)} [البقرة: ٢] ذكر أقوال العلماء في معنى التقوى، وحقيقة المتَّقي، وذكر ضمن هذِه الأقوال أقوالاً لعلماء الصوفية الأوائل في ذلك.

[موقف الثعلبي من التفسير الإشاري]

جعل الثعلبي رحمه الله التفسير الإشاري أساسًا من الأسس التي بنى عليها تفسيره "الكشف والبيان" فقد ذكر في مقدمته أنَّه بنى كتابه على أربعة عشر أساسًا، وعدَّ منها: الحِكم والإشارات.

وذكر الثعلبي ضمن مصادره في "تفسيره" تفسير شيخه أبي عبد الرحمن السلمي المسمَّى "حقائق التفسير"، ويعد من أشهر التفاسير الإشاريَّة، وذكر الثعلبي أنَّه قرأ هذا التفسير على شيخه أبي عبد الرحمن السلمي، وأقرَّ له به (١).

ولم يقتصر الثعلبي على "حقائق التفسير" بل نقل عن تفاسير إشارية أخرى، كـ "تفسير القرآن العظيم" لسهل التستري، وتفسير "لطائف الإشارات" للقشيري.


(١) سيأتي التعريف بهذا الكتاب وذكر أقوال العلماء فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>